4.9.08

عبرة








،بالرغم من اننى وهو لا تربطنا علاقة اخوة او صداقة ولكنها علاقة جيرة واحترام متبادل بيننا ،فقد كان دائما سباق فى الخير فى أى مناسبة ،وهو والد لثلاث صغار وعمره لا يتعدى الاربعين ،استطاع بتوفيق الله ان يكون نفسه بحرفة تعلمها وقاسى حتى انشأ " الورشة "التى كفلت له معيشة كريمة هو واسرته ،وأتذكر اخر مرة رأيته فيها عندما كان يأتينى الاصدقاء والجيران ليودعوننى قبل سفرى ،وها هى سنة كاملة مرت وانا لا أذكر اننى تذكرته ولو مرة واحدة ،فهو بالنسبة لى شأنه شأن العديد من الجيران فى البلدة أو ربما كان يهىء لى ذلك !!!!





حتى سمعت رنات الهاتف الجوال وما لبثت ان نظرت اليه حتى احسست بقبضة فى صدرى ،فهذا المتصل لم يمر طويلا على اتصالى به وهو لا يتصل الا كل حين لابد أن الأمر جلل!!!؟؟؟ أنه خالى بالمدينة المجاورة سألنى كالعادة كيف حالك قلت له الحمد لله على كل حال ،وكيف حالك انت ،قال أنا بخير والحمد لله ولكن هناك امر أحزننى ؟؟؟ قلت خيرا ان شاء الله قال لى هل تذكر " موسى " ؟؟؟؟؟





حينها فقط تذكرته قلت يا الله !!! هل ينسى مثل هذا الرجل ؟ نعم اتذكره والان فقط عرفت مدى معزتى وحبى له . قلت ماذا به ،قال لى كعادة اهل القرية فى الصعيد والعصبية المتوارثة كان مارا بموقف السيارات محملا سيارته بالبضائع للورشة ،فاصطدمت به سيارة أخرى وما هى الا دقائق حتى تأججت نيران المعركة بينه وبين سائقى الموقف اللذين ما يلبث أن يتعرض لهم اى شخص كان حتى يصبوا عليه ويلات الضرب بالمطاوى والسنج والجنازير كعادة سائقى مواقفنا ،فانهالوا عليه ضربا حتى كادوا يقتلوه لولا أن خلصه من أيديهم "ولاد الحلال "وحملوه الى بلدته فاقد للوعى تماما ولما رأه أخاه جن جنونه !! ماذا حدث ؟ من الذى فعل به ذلك ؟وما هى الا لحظات حتى افاق من اغمائته وبدون تفكير ذهب مسرعا الى الموقف هو وأخيه حاملا معه سلاحه "الفرد" حتى يثأر لكرامته ،،،،وما لبث ان رأه سائقى الموقف يحمل السلاح حتى اخرج احدهم "الطبنجة " بدون تفكير أو تعقل وفى قمة القسوة والغباء وقمة الحماقة والجبروت واللامبالاة أطلق رصاصات من طبنجته المشئومة ،بل فرغها كلها فى صدره هو وأخيه وكأنه يقتل ذبابة لا أنسان من جسد ودم وروح ،انسان مسئول عن اسرة كاملة ليس لها من يعولها بحبه وحنانه الا هو، ليس لهم من يوفر لهم لقمة العيش الا هذا الذى سقط قتيلا غارقا فى دمائه وأخيه بجواره ملقى على الارض ،ولكنها العناية الالهية والحكمة الربانية وقضاء الله وقدره الذى أبقى على أخيه على قيد الحياة .





وما كان منى الا اننى حاولت أن أجبر نفسى على النطق بعدما أصابنى " الخرس " الهذا الحد كنت أحبه ؟ الهذا الحد أحزن عليه ؟ هل لأنه كان صديق لى دون أن أشعر أم لأنه شاب فى مقتبل العمر ويعول أسرة كاملة ،أم أنه الخوف من المصير المحتوم والحقيقة الواحدة " الموت"!!!! الذى هو دائما خارج حساباتنا وفى طيات النسيان ،وطول أمل فى دنيا زائلة لا محالة شئنا هذا أم ابينا !!! حينها فقط سائلت نفسى هل كان يعلم أنه سيموت بعد لحظات ؟؟ وهل أستعد لذلك ؟؟ أم أن الأمر يأتى بغتة ؟؟!! هل كان يعلم أن هذا الشهر الكريم هو اخر عهده بهذه الدنيا ،هل كان يدعو عند فطره اللهم اعتق رقبتى من النار ,هل كان يدعو فى صلاة التراويح اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنى ،هل دعى بحسن الختام والوفاة على الاسلام ،هل جدد نيته على ان يتوب فى هذا الشهر الكريم ليخرج منه كما ولدته أمه خاليا من الذنوب والخطايا ؟





هل كان يعلم وأعد لذلك انه من قام رمضان أيمانا وأحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،هل كان يقرأ القران حتى يأت له شفيعا يوم العرض على الملك ،هل أحسن عمله قبل ان يموت ليكون عمله الصالح أنيسه وجليسه فى وحدته بقبر موحش مظلم ؟؟ هل أعد الاجوبة لسؤال الملكين الذين يوقفانه ويسألانه من ربك وما دينك ومن نبيك ؟؟؟؟





ربما كان يعلم وربما لا فذلك لا يعلمه الا علام الغيوب ،ولكنها عبرة وعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد





وها أنا ذا استجمع قوتى والملم شتات كلمات متناثرة على طرف لسانى أردد بحزن ورضى بقضاء الله وقدره





لا حول ولا قوة الا بالله ، انا لله وانا اليه راجعون

3 التعليقات:

ahmed_k 9 سبتمبر 2008 في 11:41 م  

إنا لله وإنا إليه راجعون
مشاكل الثأر في صعيدنا صعبة الحل
فما قد رويته من أحداث قد لا يمر مرور الكرام دون أن يقع فيه العديد من القتلى
فالراحل كان بيده مسدسه
فإن لم يكن هو القتيل كان لابد أن يكون قاتلا
والسبب في البدايه تصادم سياره
لربما كان صداما خفيفا
ولكنه في لحظة القدر تعمى الأبصار
هل غاب عن مجتمعاتنا العقلاء
من سمح له أن يخرج في لحظة غضب حاملا مسدسه وقد يعود وقد لا يعود كما حدث
أليس في القوم رجل رشيد يأخذ على يده
ولكن تلك إرادة الله ونهاية حياته

أخي الكريم لا يوجد أحد بريد أن يصدم سيارة آخر
ولو تعامل الناس دون إنفعال وإطلاق العنان لأنسنتهم لحلت تلك المشكه وهي في مهدها
نسأل الله أن يهون الأمر وأن يتدخل المصلحون ليحقن الله بهم الدماء

كنا نقول دوما أنها لحظة شيطان
فكيف حدث ذلك والشياطين صفدت
إن شياطين الإنس لأشد وطئا من شياطين الجن

حمانا الله وإياكم من شياطين الإنس والجن

بارك الله فيك
وردك لأهلك سالما غانما

وتقبل مني خالص التحيه

انا موجوده @@ 11 سبتمبر 2008 في 6:31 ص  

اتمنى ان تلقي نظره على هذي المدونه وتري ماذا يقولون عن الاسلام والمسلمين والتاريخ الاسلامي من تشويه وذم

واتمنى برد عليهم اذااستطعتوا وشكرا

http://anamokafer.blogspot.com

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" 15 سبتمبر 2008 في 1:49 ص  

انا لله وانا اليه راجعون
كفى به موعظا
ربنا يصبر اهله ويرحمه يارب
احزني الموقف بيصور عبر مش عبرة واحدة
اصل الموضوع غضب
ربنا يحسن ختامنا يارب
تحياتي

About This Blog

  © Blogger template 'Personal Blog' by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP